المتطفل هو الآتي إلى الطعام من غير أن يُدعى.. وتطفّل أي تشبّه بطفيل العرائس وهو طفيل بن دلال الدارمي. ويسمى طفيل العرائس لكثرة دورانه على حضورها ومشاهدته لها والأكل منها من غير أن يدعى. واسمه مشتق من الطَّفَل أي الظلمة وإقبال الليل على النهار. ونسب إليه كل من يتطفل نسبة مذهب لا نسب. والتطفل من أخلاق اللئام. ونسوق هنا بعض أخبار الطفيليين وهي كثيرة، حيث صحب طفيلي رجلاً في سفر فلما نزلوا ببعض المنازل قال له الرجل: خذ درهماً وامض اشتر لنا لحماً. فقال له الطفيلي : قم أنت والله إني لتعِب، فاشتر أنت. فمضى الرجل فاشتراه ثم قال له الرجل: قم فاطبخه. فقال: لا أحسن. فقام الرجل فطبخه، ثم قال الرجل للطفيلي: قم فأثرد. فقال: والله إني لكسلان. فثرد الرجل، ثم قال: قم فاغترف، قال: أخشى أن ينقلب على ثيابي. فغرف الرجل حتى ارتوى الثريد فقال له: قم الآن فكل. قال: نعم إلى متى هذا الخلاف؟ لقد والله استحيت من كثرة خلافك. وتقدم فأكل. وقال طفيل العرائس: ليس في الأرض أكرم من ثلاثة أعواد: عصا موسى عليه السلام، وخوان الطعام، ومنبر الخليفة. ومن وصيته لأصحابه: إذا دخلتم عُرساً فلا تلتفتوا إلى الملاهي وتخيروا المجالس، وإن كان العرس شديد الزحام فليمض أحدكم ولا ينظر في عيون الناس ليظن أهل الرجل أنه من أهل المرأة وأهل المرأة أنه من أهل الرجل، وإن كان البواب فظاً وقحاً فليبدأ به فليأمره ولينهه من غير عنف ولكن بين النصيحة والإدلال. وقال أبوداود المحاكمي في طفيلي: طفيليٌّ يؤم الخبز أنى يراه ولو يراه على يَفاع ولا يروي من الأخبار إلا: «أجيب ولو دعيتُ إلى كُراعِ» وقال طفيلي أيضاً: نحن قومٌ إذا دعينا أجبنا ومتى ننسَ يَدْعُنا التطّفيلُ ونَقُلْ علنا دُعينا فغبْنَا وأتانا فلم يجدْنا الرسول وحدث آدم الطويل، قال: دخل حانوتي غريب يأكل شيئاً من الطعام فتقدم سائل، فقلت له: ما أكثر ترددك إليّ، فقال الغريب الذي في الحانوت: لعله كما قال الشاعر: لو طبخت قدر بمطمورةٍ أو في ذرا قصرٍ بأعلى الثغور وكنت بالصين لوافيتها يا عالم الغيب بما في القدور وأخبار الطفيليين كثيرة ولعلهم يسوقونها في قالب مرح حتى يردوا بعضاً من ماء الوجه الذي أريق